Go to the page content

إنقاص الوزن بعد الإغلاق بسبب جائحة كوفيد-19: ماذا لو كنت تبحث عن الإجابات في المكان الخطأ؟

الكثير منا زاد وزنه أثناء الإغلاق بسبب كوفيد-19 ببساطة لأن هذه كانت أوقاتًا مُجهِدة حيث كنّا بالقرب من الثلاجات. لو كنت تعاني من البدانة بالفعل واكتسبت بضعة كيلوجرامات إضافية بعد الإغلاق، فهل ستجرب نظامًا غذائيًا آخر، أو ستبادر بالاشتراك في صالة ألعاب رياضية، أو تفكّر في التواصل مع مقدم الرعاية الصحية المتابع لك؟

المعرفة قوة:
اعرف المشكلة على حقيقتها

هل تعلم أن البدانة مرض مزمن؟ هي كذلك. اتضح أننا كنا مخطئين لفترة طويلة.

ظلت المعتقدات المعنية بالبدانة تردد منذ فترة طويلة على أن الوزن يمكن التحكم فيه ببساطة عن طريق التحكم في ميزان "السعرات الحرارية التي تدخل الجسم" و"السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم". لذا، إذا زاد وزنك عن طريق تحصيل عدد كبير جدًا من السعرات الحرارية، فما عليك سوى خفض هذه السعرات وستفقد وزنك.

دعونا لا نتظاهر بأن التحكم في الوزن أمر بسيط

اتضح أن الأمور ليست بهذه البساطة. لماذا؟ لأن الوزن ليس سلوكًا. ونتيجةً لذلك، لا يمكنك التحكم في وزنك مباشرةً!

حقيقة قاسية، أليس كذلك؟ في ما يلي مثال على ذلك. إذا طلبت منك تناول 3 حصص من الفاكهة اليوم، يمكنك القيام بذلك (بشرط أن تتوافر لديك الفاكهة).

إذا طلبت منك السير لمدة 30 دقيقة في ما بين الساعة 8 صباحًا و9 مساءً، فمن المحتمل أن تفعل ذلك أيضًا. ولكن إذا طلبت منك زيادة وزنك بمقدار 0.3 كجم خلال الساعات الست القادمة - انتظر، لنقل 5.5 كجم - لا يمكنك ذلك.

السلوك سهل. الوزن ليس كذلك

لديك قدرة كبيرة على التحكم (ضمن حدود) في ما تأكله وكيفية ممارسة التمارين الرياضية. ولكن نظرًا لأن الوزن ليس سلوكًا، فإن قدرتنا على تغيير الوزن كما لو كنا نغيّر منظم الحرارة، ضعيفة للغاية.

ليس هذا فحسب، بل تبيّن أيضًا أنّ جيناتك لها تأثير كبير. تشير التقديرات إلى أن حوالي 40% إلى 70% من احتمالية إصابة الشخص بالبدانة ترجع إلى الجينات. علاوةً على ذلك، هناك ارتباط بين بيئتك الاجتماعية ووزنك.

ناهيك عن أن مجتمعنا قد تطور بحيث يسهل الحصول على الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية ومنخفضة القيمة الغذائية، كما أن فرص ممارسة النشاط البدني متدنية.

بعبارة أخرى، بغض النظر عن كيفية رؤيتك للأمر، فإن الأدلة العلمية تدعم بوضوح أن الوزن ليس مسألة اختيار وإرادة، بل هو نتيجة عوامل جينية، وبيولوجية، واجتماعية ثقافية، ونفسية معقدة.

 "قدِّر أن حوالي 40% إلى 70% من احتمالية إصابة الشخص بالبدانة ترجع إلى الجينات".

-Dr. Michael Vallis

إذن، ما الذي يجعل البدانة حالة طبية؟

ليس عدد الكيلوجرامات على الميزان ولكن تأثير الخلايا الدهنية الزائدة على الصحة والقدرة على العمل ونوعية الحياة. الخلايا الدهنية ليست سلبية؛ أي أنها لا تمكث ساكنة دون عمل أو أثر.

تفرز الخلايا الدهنية الهرمونات والببتيدات التي، عندما تكون قريبة من القلب أو الكبد أو البنكرياس، وغيرها من الأعضاء (النسيج الدهني داخل البطن) يمكن أن تسبب أمراضًا.

فلنتعمق أكثر. من الضروري أن نفهم أن الجسم يدافع - نعم يدافع - عن أعلى وزنٍ له! تتمتع أجسامنا باستجابات تكيّف غريزية أساسية. لنلق نظرة على بعض الأمثلة.

لأن السخونة الزائدة تعرّضنا لخطر تلف المخ، فإننا نبدأ تلقائيًا في التعرق لخفض درجة حرارة الجسم. مثال آخر: التجمد ليس جيدًا لنا؛ قد يضرنا، ولهذا السبب نبدأ في الارتجاف تلقائيًا عندما نبرد لنرفع درجة حرارة أجسامنا. حتى الآن، كل شيء على ما يرام.

بطريقة مماثلة، تم بناء الجسم لمقاومة فقدان الوزن. في الماضي البعيد، عندما لم يكن من السهل العثور على الطعام، كنا في كثير من الأحيان عرضة لخطر الجوع. لذا، عندما نفقد الوزن، فإن آلياتنا المدمجة تبدأ في العمل والرد. فبدلاً من الارتعاش أو العرق، يعزز دماغنا الشعور بالجوع، ويوقف الامتلاء، ويبطئ الأيض. لذلك لا تزال آليات الحفاظ على الحياة هذه تعمل خلف الكواليس اليوم...

"في نقطة ما بين 3 و6 أشهر، يتوقف فقدان الوزن و يستقر. هذه هي بيولوجيا الجسم.  

-Dr. Michael Vallis

تلك اللحظة المألوفة التي تسيطر فيها البيولوجيا

هناك منحنى يمكن التنبؤ به لفقدان الوزن يعرفه الجميع تقريبًا. في أوائل رحلة فقدان الوزن، ينخفض الوزن بشكل رائع. بعد ذلك، في نقطة ما بين 3 و6 أشهر، يتوقف فقدان الوزن ويستقر. هذه هي بيولوجيا الجسم.  

إذن لماذا أطلعك على هذا؟ عندما يعمل الأشخاص وفقًا لنموذج الطاقة الداخلة/الطاقة الخارجة، فإن أهدافهم وتوقعاتهم تستند إلى ذلك.

وشخص مقتنع بمثل هذا التفكير ربما يضع هدفًا يتمثل في فقدان 0.5 كجم كل أسبوع. 5 أسابيع: 2.5 كجم. 10 أسابيع: 5 كجم. 30 أسبوعًا: 15 كجم. رائع! وماذا أيضًا! ولكن للأسف، فرص حدوث ذلك في الواقع ضئيلة للغاية. لأن جسمك لا يتكيّف مع ذلك وفي الحقيقة لا يمكنك خداع الطبيعة الأم.

كيف تؤذينا عقلية "طعام أقل، وحركة أكثر" فعليًا

هناك مشكلة كبيرة في العقلية واسعة الانتشار "طعام أقل، وحركة أكثر". عندما يمر الناس بمراحل فقدان الوزن المتوقعة - النجاح الأولي يتبعه التوقف الحتمي لفقدان الوزن، فإنهم دائمًا ما يلومون أنفسهم.

وهذا يجهز الأشخاص نفسيًا لتسلسل غير مثمر من الأحداث. ما نعرفه عن الأشخاص الذين يعانون من البدانة، هو أنهم يبذلون جهودًا كبيرة بشكل متكرر لفقدان الوزن. ولكن مع مرور الوقت، تكون تجاربهم في الغالب كالتالي: أحاول وأفشل؛ أحاول وأفشل؛ أحاول وأفشل. هل يبدو أمرًا مألوفًا؟

 

  لماذا؟          

 

تبعات النظام الغذائي: الوزن يزيد، تقدير الذات ينخفض

     

حان الوقت لتغيير المفهوم

أعمل مع أشخاص مصابين بالبدانة منذ أواخر السبعينيات. لقد رأيت مرارًا وتكرارًا إلى أي مدى يغضب الأشخاص الذين يعانون من البدانة عندما يأتي أحدهم ويقول: "حسنًا، تحتاج فقط إلى تناول كميات أقل من الطعام وممارسة المزيد من التمارين".

كما لو كانوا يتوقعون من الشخص المصاب بالبدانة الإجابة بالقول "حقًا؟ لم يخبرني أحد بهذا من قبل. لم يكن لدي فكرة بأني أحتاج إلى تناول طعام أقل وممارسة المزيد من التمارين".

هذه القصة التي سمعتها مرات كثيرة يصعب حصرها ويُفهم منها أن المفهوم المعني بالبدانة بحاجة إلى التغيير. حان الوقت لتغيير مفهومنا عن البدانة وكيفية تطورها وعلاجها.

عندما يطلب مني شخص ما توضيح سبب ارتفاع معدلات البدانة، فإن إجابتي هي، "لأن الدماغ البشري لم يعد يتكيف مع البيئة التي يعيش فيها". لا يوجد خطأ في الشخص والدماغ. ولكن عندما يقترنان مع البيئة، يمكن أن تنشأ المشاكل.

 

 

"حان الوقت لتغيير مفهومنا عن البدانة وكيفية تطورها وعلاجها".

-Dr. Michael Vallis

إذًا، ما هو البديل؟ دعني أوضح الأمر أكثر

ماذا لو كانت البدانة حالة طبية مزمنة تنتج عن مشاكل وراثية وبيئية وبيولوجية (خاصة البيولوجيا القائمة على الدماغ) واجتماعية ونفسية تتفاقم في سياق البيئة الحديثة للأطعمة المعالجة بشكل مفرط، والحياة المجهدة، مع قلة الوقت للعناية بالذات.

ماذا لو أنك على الرغم من كل جهودك السابقة، لم تتلقَ علاجًا فعليًا لهذه الحالة. حتى الآن، لم يتعامل أي شخص مع رعاية البدانة من منطلق معرفتنا الحالية. لقد ركزت المحاولات السابقة حول منظور طعام أقل، وحركة أكثر.

إذا كان بإمكانك القيام بهذا التحول، ماذا سيحدث؟ 

الأمل

رؤيتي هي كالتالي: أعتقد أن هذا التحول لديه القدرة على إعادة تقديم الأمل الواقعي في التحكم في البدانة وأن يكون مسارًا لتعزيز تقدير الذات.

"هذا التحول لديه القدرة على إعادة تقديم الأمل الواقعي في التحكم في البدانة وأن يكون مسارًا لتعزيز تقدير الذات."

-Dr. Michael Vallis

 

ومع ذلك، إذا تعاملنا مع البدانة على غرار تعاملنا مع أي من الأمراض المزمنة الأخرى، يمكننا أن نصنع فارقًا. يمكن لمقدمي الرعاية الصحية استخدام المهارات التي تعلموها في دعم الأشخاص ذوي الحالات المزمنة الأخرى لمساعدة المصابين بالبدانة. في النهاية، يتعلق التعامل مع البدانة بمنهجيات العلاج التي تحسّن الصحة، والوظيفة، ونوعية الحياة أكثر من الوزن الذي يمكن أن يفقده الشخص.

أتساءل عما إذا كنت ترغب في التواصل وطلب المساعدة بشأن حالتك؟

المراجع
  • Bray GA, Kim KK, Wilding JPH, World Obesity Federation. Obesity: a chronic relapsing progressive disease process. A position statement of the World Obesity Federation. Obes Rev Off J Int Assoc Study Obes. 2017;18(7):715–23.
  • AMA resolutions. June 2012.
  • Food and Drug Administration. Guidance for Industry Developing Products for Weight Management 2007;
  • Canadian Obesity Network.
  • EASO: 2015 Milan Declaration: A Call to Action on Obesity.;
  • RCP(UK). RCP calls for obesity to be recognised as a disease. https://www.rcplondon.ac.uk/news/rcp-calls-obesity-be-recognised-disease.
  • Mechanick JI, Hurley DL, Garvey WT. Adipposity-based chronic disease as a new diagnostic term: the American Association of Clinical Endocrinoligy and American College of Endocrinology Position Statement. Endocr Pract Off J Am Coll Endocrinol Am Assoc Clin Endocrinol. 2017 Mar;23(3):372–8.
  • Waalen J. The genetics of human obesity. Translational Research 2014; 164(4):293–301.
  • Kaprio J, Eriksson J, Lehtovirta M, Koskenvuo M, Tuomilehto J. Heritability of leptin levels and the shared genetic effects on body mass index and leptin in adult Finnish twins. IntJObesRelatMetabDisord2001Jan251132-7. 2001;25(1):132-7.
  • Freedhoff Y; S AM. Best Weight: a Practical Guide to Office-Based Obesity Management. Canadian Obesity Network; 2010.
  • Sharma AM, Bélanger A, Carson V, Krah J, Langlois M-F, Lawlor D, et al. Perceptions of barriers to effective obesity management in Canada: Results from the ACTION study. Clin Obes. 2019 Oct;9(5):e12329.
  • Caterson ID, Alfadda AA, Auerbach P, et al. Gaps to bridge: misalignment between perception, reality and actions in obesity. Diabetes Obes Metab. 2019;1–11.
  • Vallis M. Quality of life and psychological well-being in obesity management: improving the odds of success by managing distress. Int J Clin Pract. 2016 Mar;70(3):196–205.   

المقالات ذات الصلة

دعوة للنقاش: 13 سؤالاً يمكنك طرحها على طبيبك عن البدانة
علاجات   الرعاية الخاصة بالبدانة   الدعم الطبي | 5 دقائق للقراءة

دعوة للنقاش: 13 سؤالاً يمكنك طرحها على طبيبك عن البدانة

يمكن أن تساعد هذه الأسئلة الثلاثة عشر في بدء حوار واتخاذ الخطوات الأولى نحو فهم خيارات العلاج المتاحة للتحكم في الوزن.

دعوة للنقاش عن الوزن: حان الوقت لنقاش مختلف عن رعاية البدانة
علاجات   نصيحة الخبراء   الرعاية الخاصة بالبدانة | 5 دقائق للقراءة

دعوة للنقاش عن الوزن: حان الوقت لنقاش مختلف عن رعاية البدانة

لقد وضع فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) البدانة على جدول أعمال الرعاية الصحية وأنشأ حاجة أكبر لإعادة التفكير في كيفية نظرتنا لهذا المرض وعلاجنا له.